Afin de vous fournir les services de haute qualité nous utilisons les cookies. L'utilisation de notre site web signifie que les cookies seront stockés sur votre appareil. Vous pouvez changer les paramètres de votre navigateur à tout moment. En plus, en utilisant notre site, vous consentez au traitement de vos données à caractère personnel mises à disposition par voie électronique.
Retour

رقائق الشوفان (الشعلة)

08.12.2020

على هذا القاطع من جبهة العمليات الاستخباراتية، كانت بولندا الأشدّ فعالية في انتصار الحلفاء. يان نوﭬـاك يجورانسكي

Flocons d'avoine

في الثامن من نوفمبر من سنة 1942 انطلقتْ عملية  انزال بحري ضخمة للجيشين البريطاني والأمريكي في المغرب والجزائر. وكان اسم هذه العملية الشهيرة (الشعلة) وقد شارك فيها 120 ألف جندي و800 وحدة بحرية. وحطّوا في سواحل شمال إفريقيا مباشرة  بصورة مُتقنة ودون أية صعوبات تُذكر. وكان كما تبيّن فيما بعد للمخابرات البولندية في التخطيط لهذه العملية دور أساسي. فقد نظّمت المخابرات البولندية من أجل هذه العملية أضخم شبكة استخباراتية عرفها التاريخ تحت غطاء "وكالة إفريقيا". وكان يقود هذه الشبكة الرائد مييتشيسواف سْووﭬـيْكوفسكي  (Mieczysław Słowikowski) واسمه المستعار ريغور (Rygor). ومع ذلك فإنّ التاريخ الرسمي للمخابرات البريطانية أثناء الحرب العالمية الثانية لا يذكر ولو بكلمة واحدة شيئاً عن سْووﭬـيْكوفسكي أو عن (وكالة إفريقيا) أي الشبكة الاستخباراتية التي أسسها لمصلحة البريطانيين في شمال إفريقيا سنة 1941. تاريخ مكتبِ الخدماتِ الاستراتيجية الأمريكي (OSS-Office of Strategic Services) ليس أفضل حالاً. فهم لم يكتفوا بإهمال (وكالة إفريقيا) فحسب بل نسبوا لأنفسهم الجزء الأكبر من أعمالها. فقد كتب البروفيسور هايدن. ب. بيك (Hayden B. Peak) وكان من العاملين المخضرمين في وكالة المخابرات الأمريكية والمشرف السابق على الوثائق التاريخية لوكالة الاستخبارات الأمريكية.

"و إذا لم ينسب البريطانيون أو مكتب الخدمات الاستراتيجي لأنفسهم بعض النجاحات الاستخباراتية، يقوم بذلك نوّابُ القناصل- الجواسيس  الأمريكيون في إفريقيا الشمالية. وهكذا أُهملت آنذاك إلى درجة كبيرة إنجازات سْووﭬـيْكوفسكي[1]" ولذلك يُستحسَن أنْ نتعرّف على واحدة من العمليات الاستخباراتية الأشد إثارة أثناء الحرب العالمية الثانية خاصّة وأن سْووﭬـيْكوفسكي كان مَن أوقد "الشعلة" بفضل ... رقائق الشوفان.

مييتشيسواف سْووﭬـيْكوفسكي

     المهمات المستحيلة Missions Impossible

في منتصف 1941 قدم إلى شمال إفريقيا ومعه العديد من الضباط البولنديون كالرائد ماكسيميليان تشينشكي (Maksymilian Ciężki) وكان واحداً من أفضل خبراء التشفير البولنديين. وقد اضطروا إلى مغادرة بولندا المحتلة من قبل الألمان والاتحاد السوفييتي منذ نهاية سبتمبر 1939. وكان وطنهم قد حصل على استقلاله قبل ذلك بعشرين عاماً سنة 1918.وذلك بعد 120 عاماً من الاحتلال البروسي (الإمبراطورية الألمانية فيما بعد) وروسيا  والإمبراطورية النمساوية المجرية. لذلك كان لديهم من الدوافع القوية لمحاربة الألمان وحلفائهم. وكان لديهم خبرات في تنفيذ عمليات يستحيل تنفيذها. وكان الرائد تشينشكي قد قام بدور أساسي في فك شفرة آلة إنـِجْما (Enigma) الألمانية، أمّا سْووﭬـيْكوفسكي فقد أوقف هجوم البلاشفة سنة 1920 الذين أرادوا أن يضرموا الثورات في أوربا الغربية. وقد وقف كل الشعب البولندي في وجه لينين وجيشه.  وأثبت الملازم الشاب آنذاك سْووﭬـيْكوفسكي جدارته وكان قائداً لألوية الشبيبة الوارسويّة وخاض معارك النصر على أبواب وارسو وفي أُسُّوف (Ossów)  وهنا بالذات توقّف المدّ السوفييتي الذي كان سيسير عبر وارسو إلى برلين وباريس. لم يدخلوا العاصمة البولندية. في اليوم التالي وجّهت القوات الخاصّة ضربة للجناح المكشوف من الجيش الأحمر وأجبرتها على التقهقر وهكذا أغلق البولنديون على الشيوعية وحصروها في حدود الاتحاد السوفييتي لمدة عشرين عاماً إلى حين اندلاع الحرب العالمية الثانية. فلا غرابة إذاً أن يُكلّف سْووﭬـيْكوفسكي في سنة 1941 بمهمةٍ قال بعضهم إنها مستحيلة ألا وهي تنظيم شبكة استخباراتية لقوات الحلفاء في إفريقيا الشمالية. لأنّ بريطانيا العظمى كانت -ولم تكن الوحيدة- صمّاء عمياء في هذا الجزء العالم.

سريّ للغاية، شركة عامة

بدأ سْووﭬـيْكوفسكي يفكّر كيف يغطي بشكل جيد إنشاء شبكة استخباراتية. وفي النهاية ابتسم الحظ له فقد قابل "شيخ" الجالية البولندية في الجزائر الذي نصحه أن يستثمر نقوده في إقامة مصنع لرقائق الشوفان وإنشاء شبكة لبيعه وتسويقه، ويوافق "ريغور" فوراً على تخصيص 100 ألف فرنك من ميزانية المخابرات البولندية لهذا الهدف. وهكذا نشأت شركة وماركة (Floc.AV) ويصبح سْووﭬـيْكوفسكي مديرها التجاري. كتب سْووﭬـيْكوفسكي " ...خطر لي أن أجعل من رؤساء البعثات الاستخباراتية ممثلين تجاريين للشركة، وبهذا الشكل سيحصلون بسهولة على تراخيص للسفر بالقطارات وسيكون سهلاً عليهم دخول المواقع العسكرية والمطارات والقواعد البحرية والموانئ، لكي يعرضوا عليهم بضاعتنا.[2]

بنتِ الشركة المصنع وشبكة البيع بسرعة، وحقّقت نجاحات في الجزائر والمغرب بل حتى في فرنسا، كما أنها حققت أرباحاً كبيرة. وكان يعمل لصالح الشركة العشرات فأصبحت غطاء جيداً لبناء شبكة استخباراتية. قدِم سْووﭬـيْكوفسكي مع زوجته وابنه إلى إفريقيا وقد شرعا منذ البداية بمساعدته في عمله السري والعلني. وادّعى أنه رجل أعمال محترم مع عائلته. وكما يقول سْووﭬـيْكوفسكي  ربما للمرة الأولى في التاريخ تقوم عملية استخباراتية أثناء الحرب على أراضي العدو وتحقق نتائج استخباراتية جيدة بل ومكاسب مادية ملموسة. كان  سْووﭬـيْكوفسكي يملك حسّاً تجارياً قويّاً وساعده في ذلك عيون وآذان الحلفاء. لذلك استثمر أموال المخابرات البولندية في إنشاء شركة أخرى (الشركة الجديدة- تربية خنازير)والتي يمكننا بلا تردد أن نقول عنها إنها كانت في طليعة من أسَّس الاقتصاد الدائري (circular economy)  فقد اعتمدت في نشاطها التجاري على شراء المخلّفات الإنتاجية، أو ما يسمى بالقشور وكل النفايات التي تصلح علفاً للخنازير من شركة (Floc.AV)  وهكذا نجحت (Floc.AV) في صفقة تجارية جديدة كما يوضّح سْووﭬـيْكوفسكي: " فقد باعت النفايات التي يبلغ تكلفة إعدامها الكثير. وقامت شركة تربية الخنازير بشراء هكتار من الأرض على حدود مطار (Maison Blanche)وكنتُ أستطيع أن أراقب وبدقة بالناظور  ما يجري وأتحقق من البيانات  والشحنات[3]

وبفضل مثل هذه الشركات- الغطاء، استطاعت (وكالة إفريقيا) بفضل العلاقات التي أقامتها مع ممثلي السلطات الفرنسية من ذوي التوجهات المعادية لألمانيا في الجزائر والمغرب- استطاعت أن تحصل وتنقل كل معلومة أرادتها لندن أو واشنطن تقريباً، من معلومات عن الجيوش وعن التسلّح والموانئ وحماية الشواطئ وعن التحصينات والمخازن والخطط، وخطوط تجمّع الوحدات البرية والبحرية وعن المعنويات ونقل الإمدادات للألمان التي كانت تُنقل من إفريقيا الشمالية.

إلى روزفلت باللغة البولندية... كُنْ كما هتلر!

كان سْووﭬـيْكوفسكي بنفسه يقوم بدراسة المعلومات الـمُتحصّل عليها من قبل العملاء ويصنّفها في بيانات جماعية، ثم يرسلها إلى لندن وواشنطن. وأرسل عبر محطتي بثّ 1244 رسالة مُشفّرة أما النسخ الورقية منها فكان يرسلها عبر البريد الدبلوماسي الأمريكي. وكانت المواد المرسلة تُثمّن عاليا في كلا العاصمتين. وعندما حان وقت اتخاذ القرار من قِبَل الحلفاء حول مكان فتح ما يُسمى بالجبهة الثانية، في أوربا أم في إفريقيا الشمالية، قَدِم إلى مدينة الجزائر في يونيو 1942 مبعوث الرئيس الأمريكي روزفلت، العقيد روبرت سولبورغ (Robert Solborg)  وكان توَّاقاً لمعرفة رئيس الشبكة التي أمدّت الأمريكيين منذ العديد من الشهور بهذه المعلومات الاستخباراتية القيّمة. وتقابلا في قنصلية الولايات المتحدة الأمريكية. بدأ العقيد حديثه بالبولندية وبسلاسة مقترحاً: " لماذا نُرهق لساننا بالكلام باللغة الفرنسية في حين نستطيع أن نتكلم بشكل أفضل بكثير بالبولندية"  كانت أمه بولندية. وتداول الاثنان وخرائط أوربا وإفريقيا أمامهما حينها قال سْووﭬـيْكوفسكي له: " لا أفهم لماذا لا يستخدم الحلفاء تكتيك هتلر ولا يأخذون العِبر من تحرّكاته. يسير هتلر من نصر إلى نصر مهاجماً خصمه الأضعف عن طريق المفاجأة بقوات كبيرة عصرية. لماذا لا يفعل الحلفاء نفس الشيء؟ في حالتنا هذه فإن الإيطاليين هم الضعفاء وإذا أردنا مهاجمة إيطاليا علينا احتلال إفريقيا الشمالية، لتكون قاعدة للهجوم على إيطاليا عبر صقلية، وبعد ذلك نهاجم البلقان كي نحرّر بولندا، وبعد هذا كلّه نهاجم الألمان من كل الجهات. إذا كانت العملية ستتم تحت راية الولايات المتحدة وكان قائد جيوش الإنزال جنرالاً أمريكياً فإنّ مقاومة الوحدات الفرنسية ستكون رمزية"[4].

حواريو ريغور الاثنا عشر

تعرّف الرائد سْووﭬـيْكوفسكي منذ الأسابيع الأولى لعمله على القنصل الأمريكي روبرت مورفي (Robert Murphy)  وكان مديراً للشبكة الاستخباراتية  الأمريكية المؤلفة من 12 جاسوساً أمريكياً يعملون بمنصب نائب قنصل. وقد كتب عنهم هال فون الديبلوماسي الأمريكي القدير (Hal Vaughan) في كتابه (الحواريون الاثنا عشر لروزفلت) يقول: " أهداف وأولويات  سْووﭬـيْكوفسكي كانت تتفق  مع أهداف رجال مورفي في جمَعْ ِالمعلومات الاستخبارية: معلومات استراتيجية وتكتيكية من مصادر عسكرية وبـَحْرية ،وعن الاستخبارات المالية والاقتصادية والسياسية من الدبلوماسيين والموظفين والسياسيين". ويتابع "الفرق الوحيد كان يكمن في أن ريغور يستطيع الوصول إلى هذه الأهداف والمعلومات والعملاء والتي لم يستطع مورفي ونوَّابه الحصول عليها، لأنهم كانوا ينشطون تحت غطاء دبلوماسي وكانوا تحت رقابة مخابرات حكومة فيشي وعملاء الغستابو. لذلك صارت (وكالة إفريقيا) دون وعي منها وكالة فرعية للمخابرات الأمريكية وبدون أية تكلفة للأمريكيين عدا بعض النفقات البسيطة لقاء إرسال الحقائب السرية من قنصلية لأخرى ثم إرسالها إلى واشنطن ولندن[5].

كان ريغور يعي ذلك ووافق على هذا بشرط هام للغاية بالنسبة له. ويسجّل هال فون حديثاً جرى بين مورفي وريغور " سيد مورفي عليك أن تعيَ أني أقدّم لنواب قناصلكم، ثمرة عمل أجهزة مخابراتنا وفي محفظةٍ مفتوحة. وهم يستطيعون أن يستخرجوا من هذا المصدر معلومات تطلبها منهم واشنطن لا حدود لها. لا مشكلة لدي بشرط أن يعلموا هنا وفي واشنطن بأنّ مصدر معلوماتهم هي مخابرات الجيش البولندي في إفريقيا الشمالية.[6]

من أجل حريتكُم وحريتنا

تُرى هل كان لديه شعور آنذاك بأنّ مساهمة بولندا في عملية "الشعلة" وبشكل أعمّ مساهمة المخابرات البولندية والجيش البولندي في الانتصار على الألمان سيطويها النسيان مع انتهاء الحرب العالمية الثانية وبعدها، لأنهم لا يريدون أن يستفّزوا الاتحاد السوفييتي الذي قدموا له نصف أوربا. وكما يرى سْووﭬـيْكوفسكي " فإن قصر النظر هذا من قبل رجالات الدول في الغرب أتاحت المجال أنْ تصبح الإمبريالية الحمراء أشدَّ خطراً  من الهتلرية والنازية، على الحضارة والديمقراطية في الغرب.[7]"

كان لا بد لبطل الحرب البولندية-البلشفية أن يتألم لذلك، فالبولنديون هم من أنقذ الغرب من احتلال البلاشفة سنة 1920 وها هو وطنهم سنة 1943 (مؤتمر طهران) يُقدَّم من وراء ظهرهم إلى الاتحاد السوفييتي. لم يكن الرائد سْووﭬـيْكوفسكي الذي كان مقيماً في بريطانيا بعد الحرب من المدعوين، في استعراض النصر الكبير الذي أقامه الحلفاء في مايو 1946 في لندن. وكذلك  العشرات والآلاف من الجنود والعاملين في المخابرات البولندية الذين حاربوا إلى جانب الحلفاء والذين لم يستطيعوا العودة إلى بولندا التي سيطر عليها الشيوعيون الذين كانوا يعتبرون أشخاصاً مثل  سْووﭬـيْكوفسكي خونة.

كان الوضع مختلفاً تماماً بعد نجاح عملية "الشعلة" فقد حصل سْووﭬـيْكوفسكي سنة 1943على أعلى وسام من الأمريكيين (Legion of Merit)   ومن البريطانيين وسام الإمبراطورية البريطانية(OBE)  لقاءَ إنجازات شبكته الجاسوسية. وقد جاء في حيثيات قرار منحه الوسام الأمريكي: " على سلوكه الاستثنائي الجليل في تقديم خدمات متميّزة للولايات المتحدة الأمريكية والحلفاء. الرائد سْووﭬـيْكوفسكي  كمدير للمخابرات العسكرية البولندية في شمال إفريقيا  منذ ديسمبر 1941 وحتى نوفمبر 1942 لعب دوراً أساسياً في تقديم معلومات  عسكرية ذات قيمة كبيرة للضباط الأمريكيين في شمال إفريقيا مثلاً (...) وكلها كانت مهمة للعمليات العسكرية[8]"

بعدها غلّف الصمتُ مساهمات المخابرات البولندية والوثائق التي تشهد بذلك إما أُتلفَت أو أُغلق عليها في المحفوظات.

في الأجهزة السرية لجمهورية بولندا  (On Poland’s secret service )

ابتداءً من سبعينات القرن العشرين بدأت قصة عملية المخابرات البولندية تخرج ببطء من طيات النسيان. وكان السبب الرئيس أن ريغور نشر سنة 1977 مذكّراته تحت عنوان " في الأجهزة السرية- مساهمة بولندا في الانتصار في الحرب العالمية الثانية" . رئيسا الوزراء في بولندا وبريطانيا  عيّنا سنة  2000اللجنة البولندية-البريطانية  التاريخية التي نقّبت خلال خمس سنوات في الأرشيف البريطاني والأمريكي وأنجزت عملاً ضخماً من جزأين سنة 2004 وفيه كشفت عن الوثائق التي عثرت عليها والتي أكّدت المساهمات الهائلة للمخابرات البولندية في الانتصار على ألمانيا. وقد وصفت شبكة سْووﭬـيْكوفسكي على الشكل التالي" إن مراحل سير عملية الشعلة أكّدت نتائج المعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها (وكالة إفريقيا)[9].ولا يشكّ في هذا المؤرّخ م.ر.د. فوت (M R D.Foot) "... وهو ورجاله قدموا الكثير من المعلومات العسكرية والاقتصادية والسياسية التي لعبت دوراً رياديّاً في التخطيط لعملية الشعلة" أما الخبير في شؤون عمليات المخابرات البريطانية (M16) الدكتور ستيفان دورّيل (Stephan Dorril) من جامعة لسيستر (Leicester)  فقد كتب حرفياً "من بين شبكات التجسس للحلفاء في إفريقيا كانت (وكالة إفريقيا) الأكبر والأكثر عطاءً.(...) ولعبت دوراً أساسياً في التخطيط لعملية الشعلة(...) ويليم دَندِريدَل (William Dunderdale)  واسمه الحركي فيلسكي (Wilski)  كان ضابط اتصال بين المخابرات البريطانية والمخابرات البولندية ومع (وكالة إفريقيا) الشركة السرية للغاية التي يديرها الرائد سْووﭬـيْكوفسكي[10] وقد أكد جيش الولايات المتحدة ما وصل إليه المؤرخون "من حسن حظ الحلفاء أنهم اختاروا شخصاً موهوباً وهو الرائد ريغور- سْووﭬـيْكوفسكي الذي بنى من الأساس وأدار شبكة استخباراتية من خارج نواب القنصل  الـ12 للولايات المتحدة ومكتب الخدمات الاستراتيجية (OSS). ويلخص الرائد توماس دبليو دورِل الأصغر (Thomas W.Drrel Jr) في إحدى المطبوعات بعنوان (دور مكتب الخدمات الاستراتيجية في عملية الشعلة) قائلاً: " أرى جازماً أنه بدون دعمه فإن الكثير من مستلزمات التخطيط العملياتي ما كان لها أن تتمّ في موعدها أو بتفاصيلها، وكانت عملية الشعلة ستكلّف عدداً أكبر من الضحايا"[11] ويؤكد ذلك ممثلو جهاز المخابرات الأمريكية (CIA)  ومن بينهم البرفسور المذكور سابقاً بيك (Peake)  حيث أنهى تعليقه على كتاب " حواريو روزفلت الاثني عشر"  إنه يروي قصة مثيرة وموثّقة بشكل جيد وتوضّح القضية: كان الجنرال سْووﭬـيْكوفسكي سيكون فخوراً"[12]

بافيو كوجا (Paweł Kudzia)

الاقتباسات باللغة الأصلية (الإنكليزية) إذا أُريد ترجمة المقال من العربية إلى الإنكليزية

 

[1] https://www.cia.gov/library/center-for-the-study-of-intelligence/csi-publications/csi-studies/studies/vol51no3/the-intelligence-officers-bookshelf.html#pgfId-178328

[2] مييتشيسواف سووفيكوفسكي، في الأجهزة السرية، لندن 1977 ص 219.

[3] نفس المصدر ص 120

[4] نفس المصدر ص  299

[5] Str. 114, FDR's 12 Apostles: The Spies Who Paved the Way for the Invasion of North Africa, author: Hal Vaughan

[6]  نفس المصدر ص 135.

[7]  ميتشسواف سووفيكوفسكي، في الأجهزة السرية، لندن 1977 ص 456

[8] نفس المصدر ص 444.

[9] „Polsko-Brytyjska współpraca wywiadowcza podczas II wojny światowej, ustalenia Polsko-Brytyjskiej Komisji Hisotrycznej”, Naczelna Dyrekcja Archiwow Państwowych, 2004, str. 260

التعاون الاستخباراتي البولندي- البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية. مقررات اللجنة التاريخية البولندية-البريطانية، الإدارة العامة للمحفوظات الحكومية، 2004 ص 260.

[10] MI6: Inside the Covert World of Her Majesty's Secret Intelligence Service, Stephen Dorril, str. 250

[11] Major Thomas W. Dorrel Jr., Role Of The Office Of Strategic Services In Operation Torch, https://www.amazon.com/Office-Strategic-Services-Operation-Torch-ebook/dp/B06XGL1WLX

[12] https://www.cia.gov/library/center-for-the-study-of-intelligence/csi-publications/csi-studies/studies/vol51no3/the-intelligence-officers-bookshelf.html#pgfId-178328

{"register":{"columns":[]}}